يجري أحيانًا

عندما يفقد الدخان نكهته، تنتاب الدستَ برحةٌ و تتوسن البيادق واقفةً على الرقعة. و لا ندري أيّ الحانات هذي، فلا يُردّ الاّ بأنها : ليست في عكاظ! وادٍ مهوى بين جبلين. بين الصدفة و المعجزة، في الجوع تنقسم اللقمة و في المأدبة تحتفل ايضاً، اللقمة. و قرب المشرب طاولةٌ يُراق عندها الكأسُ دماً.. لساقيةٍ غجريةٍ، بعيداً عن مطال النباح؛ لافتة على حافة الطريق بباب الخان، رايةٌ تتناوس أو علامة عابرة… تنغمس في الشتات فلا تسمع "كذا تُورد الأناة!" بين آن و آن، لابد، و لو في خفاء من خطوط الكفّ، لابدّ من شطحة.
 عندما يغيب الزمنُ في تمام التّوحّدْ، تلتزم بالعمود و الوتد، بالجدار، برخام الأعمدة، بهيبة الدراما و عربدة الهارموني… ما هو الّا ايقاع جزيئاتي! و ما عندي للنظّارة -حقًا- سوى واجهةٌ معتمة، وقامةٌ هيولية. صنّةٌ على أواخر الجثة. تنشغل بالبطن و الاستبطان و مهانة اللقمة، بالعرق نبيذاً أحمر، بجلال القدر و اوكتافات الدهر و نصيب الاطياف و النغمات. كيف و أين، مولانا المُقَبّلْ!؟ رسائل حب! رسائل حب! رسائل حب!! رسائل…
 كان الوراق مشغولا خلف ستار الخزانة يلظم خيطا في إبرة بعين قد عفا عليها البصر، ينوي رتق فتق بان له في كم القميص بالخارج منذ لحظات. هنا كان لابد من ضوء مصباح ينوس على ايقاع نسائم تنبعث من غبار الصحف المكدسة السنة من لهب معتق لا يطلب إلا ان يكسف في ساحة السوق قرصَ الشمس. سئما اعجماً إلّا من غيتار في اقصى الوراء قِبَلَ شاشةٍ و اطياف. مسائل طفولية سمجة احياناً و قد تكون ماسخةً مدعاةً للصراخ ان لم يكن عُلُوُّ الصوت. تذكر حينها…
 تحيلين الخيطَ خرزةً، لِنَلَجَ
 و كلٌّ
 لؤلؤةٌ متوحّدة غيورة غنيّة
 كأي لُفافةٍ أو برواز
 آنيةٌ دونها الانسكاب
 تغفين.. لتصحي.. لتغفي…
 مضيفةً، ثغرها
 حلوى اقلاع
 و مقعد و حزام..
 مذ صارت الملابس و المكواة و الطاولة
 و تعرّت وصْلاتُ الكهرباء.

By A. R. Jwailie

A son of a carpenter who inherited the craft, and had to quit the job.

Leave a comment

Design a site like this with WordPress.com
Get started